كلنا نحب المذاق الرائع للآيس كريم لكن معظمنا قد سبق له وأن عانى من صداع شديد في الرأس نتيجة هذا الطعم البارد، هذا الإحساس يدعى "تجمد الدماغ" ولا تزال حتى الآن أسبابه مجهولة مما دفع فريقا من الباحثين في دراسة جديدة لمحاولة فهم الآلية التي يحدث فيها هذا الصداع. وهذه الدراسة التي عرضت خلال مؤتمر علم الأحياء التجريبي في سان دييغو البارحة في 22 نيسان/إبريل، حاولت دراسة صداع الآيس كريم أو تجمد الدماغ كخطوة أولى لفهم آلام الصداع النصفي الذي يدعى بالشقيقة، خاصة وإن دراسة نوبات الشقيقة في المختبر صعب جدا لأنه من غير الممكن التحكم بمواعيد بدايتها ونهايتها كما يصعب التنبؤ بحدوثها.
ولمحاولة دراسة الشقيقة يمكننا إعطاء أدوية تحث على بدء الصداع ولكن تأثيراتها الجانبية كبيرة كما أنها تتداخل مع نتائج الدراسة لذا حاول فريق من الباحثين من كلية الطب في جامعة هارفارد استخدام تجمد الدماغ الناجم عن رشف الماء المثلج لتحريض الصداع في المخبر الذي يبدأ بسهولة وينتهي بسرعة مما يمكن من مراقبة الحدث بأكمله.
واعتمدت الدراسة على رشف الماء المثلج على قبة الحنك لثلاثة عشر متطوعا من الأصحاء حيث رفع المتطوعون أيديهم لدى الشعور بالألم وأنزلوها عندما توقف هذا الشعور تماما، وراقب الباحثون تدفق الدم في الدماغ باستخدام الأشعة فوق الصوتية ووجدوا أنه لدى ملامسة الماء المثلج قبة الحنك ازداد تدفق الدم إلى الدماغ عبر شريان يدعى الشريان المخي الذي يتواجد في منتصف الدماغ وراء العين هذا الازدياد في التدفق الدموي يزيد من حجم الشريان مما يضغط على النهايات العصبية مسببا شعورا بالألم وعندما يزول الشعور البارد يقل التدفق الدموي فيتضيق الشريان ويزول الألم ويقول الباحثون أن هذا التمدد والتقلص من الآليات الدفاعية في الدماغ.
و يقول أحد الباحثين في الدراسة "إن الدماغ هو واحد من الأجهزة الهامة في الجسم، ويجب أن يحافظ على عمله بشكل مستمر"، ويضيف موضحا "والدماغ كذلك الأمر حساس جدا لتغيرات درجة الحرارة، لذلك يعمل توسع الأوعية الدموية على نقل الدم الدافئ بكميات اكبر إلى داخل الأنسجة كي يبقى الدماغ دافئا".
ويقترح أحد الأطباء الباحثين في دراسة سابقة أن "صداع الآيس كريم قد يمثل أحد نماذج الشقيقة، ومن المثير للاهتمام معرفة إذا كانت أدوية معالجة الشقيقة لها تأثير على صداع الآيس كريم"، بينما يقترح الباحثون في هذه الدراسة أنه في حال كانت أنواع الصداع الأخرى تعمل بنفس الطريقة فإن الأدوية التي تمنع الأوعية الدموية من التوسع أو التي تجعلها تنقبض ممكن أن تكون علاجا فعالاً لآلام الرأس.
ورغم كون صداع الآيس كريم هو من أكثر أنواع آلام الرأس شيوعا لا زالت علاقته مع الشقيقة متضاربة بحسب الدراسات ففي حين تقول دراسة حديثة أن 93% من المصابين بالشقيقة يعانون من صداع الآيس كريم مقابل 31 % من الأصحاء
تعطي دراسة اخرى نتائج معكوسة تقريبا حيث وجدت أن فقط 27 % من المصابين بالشقيقة يعانون من صداع اللآيس كريم مقابل 40% من الأصحاء .
ولا زال هذا الصداع الذي يستمر لثوان من الآثار الجانبية التي نقبلها في سبيل التمتع بالطعم الشهي للآيس كريم. (إيفارمانيوز)
Keine Kommentare